مقتل عارضة أزياء كولومبية يشعل غضباً شعبياً ويجدد النقاش حول جرائم قتل النساء
مقتل عارضة أزياء كولومبية يشعل غضباً شعبياً ويجدد النقاش حول جرائم قتل النساء
أثارت جريمة قتل عارضة الأزياء والمؤثرة الكولومبية ماريا خوسيه إستوبينان، (22 عامًا)، صدمة عارمة في كولومبيا وأعادت تسليط الضوء على تفشي جرائم قتل النساء في البلاد، في ظل ما وصفه ناشطون بـ"تقاعس الدولة عن حمايتهن".
وفق تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية يوم الاثنين، قُتلت إستوبينان يوم 15 مايو في مدينة كوكوتا شمال شرق البلاد، بعد أن فتح أحدهم النار على وجهها فور فتحها باب منزلها، متنكرًا بزي عامل توصيل، حسب ما أكدت الشرطة الكولومبية.
أظهرت كاميرات المراقبة المشتبه به وهو يفرّ من المكان بعد دقائق فقط من ارتكاب الجريمة.
سوابق عنف
قالت السلطات الكولومبية إن إستوبينان كانت ضحية سابقة للعنف المنزلي، وأبلغت عن تعرضها للاعتداء من قبل شريكها السابق في مناسبات متعددة.
وذكرت تقارير أن قاضيًا حكم لصالحها قبل يوم واحد فقط من مقتلها، وأمر المعتدي بتعويضها بمبلغ يعادل 7000 دولار أمريكي، لكن هذا الإجراء القضائي لم يمنع وقوع المأساة.
ووصفت الناشطة النسوية أليخاندرا فيرا، مديرة منظمة "المرأة، تكلمي وتحركي"، الجريمة بأنها "قابلة للتجنّب"، مضيفة: "ماريا خوسيه فعلت كل ما يُطلب من ضحايا العنف: بلّغت، طلبت المساعدة، وقدّمت الأدلة. لكن الدولة تركتها تموت".
وأكدت فيرا أن نقص أوامر الحماية، وغياب ملاجئ مناسبة، وعدم وجود متابعة للمعتدين يجعل النساء في كولومبيا عرضة للقتل، بينما يدرك الجناة جيدًا إفلاتهم من العقاب.
جرائم قتل النساء
وفقًا للمرصد الكولومبي لجرائم قتل النساء، سُجّل 886 جريمة قتل نساء في عام 2024، وهو أعلى رقم منذ سبع سنوات.. وبحلول مارس 2025، تم توثيق 207 حالة جديدة، فيما أقرّ مكتب المدعي العام بـوقوع 640 جريمة حتى نوفمبر 2024.
وتعرّف المنظمات الحقوقية جريمة قتل النساء بأنها "قتل النساء بسبب جنسهن"، وليس مجرد جريمة قتل ضد أنثى.
ورغم وجود قوانين تحظر العنف القائم على النوع الاجتماعي، فإن هيومن رايتس ووتش انتقدت مرارًا ضعف تطبيقها، مشيرة إلى أن مرتكبي هذه الجرائم نادرًا ما يُحاسبون.
وبحسب منظمة “المرأة، تكلمي وتحركي” فإن الشرطة تعاني من نقص الكوادر والموارد، والمدّعين يفتقرون للتدريب اللازم، ومرتكبي الجرائم لا يُراقَبون حتى بعد التبليغ.
من جانبها، أكدت الشبكة الوطنية للمرأة أن 73% من جرائم قتل النساء بين 2021 و2023 لم تُحل.
مسيرات للمطالبة بالعدالة
أعلنت منظمات نسوية عن تنظيم احتجاجات في كوكوتا والعاصمة بوغوتا خلال الأيام المقبلة، للمطالبة بتحقيق العدالة لماريا خوسيه وجميع ضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وفي جنازتها نهاية الأسبوع، قال أحد أفراد عائلتها: "ماريا خوسيه، كانت حياتكِ رحلة رائعة، لكنها قصيرة جدًا، حلّقي عاليًا، يا ماجو".
شهدت كولومبيا خلال السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في جرائم قتل النساء، وسط غياب آليات حماية فعالة، ورغم التصويت على قوانين تحمي النساء من العنف، يشير الواقع إلى فجوة حادة بين النصوص القانونية والتطبيق العملي، وهو ما تعكسه عشرات القصص المأساوية المشابهة لقضية إستوبينان.